(أحذر من خدمة توصيل الطلبات للمنازل)
أقطن في فيلا بأحد الأحياء القريبة من طريق جدة ، أو لنقل بأحد الأحياء التي تحمل مسمى ( ج ) ، أعمل معلم وكذلك زوجتي نذهب سوياً في الصباح إلى مدارسنا ونعود سوياً إلاّ في ذلك اليوم الذي كشف لي حقائق كنت أجهلها .
هكذا بدأ الأخ ( ح . ص ) تعريفه بنفسه بعد أن تمّ اللقاء معه بطلب شخصي من جانبه وإلحاح على نقل قصته كاملة إلى أهالي ينبع وذلك لأخذ العبرة والعظة وعدم الوقوع فيما وقع فيه والانتباه لما حدث له .
أكمل ( ح . ص ) قصته أو لنقل مأساته والألم يعتصر فؤاده وقال : ( بأن الثقة العمياء إذا وضعت في غير موضعها ستكون وبالاً على صاحبها ، والانزلاق في وحل المدنية والتحضر عبر الاعتماد على الوسائل العصرية في مناحي الحياة العامة يقود بدون أدنى شك إلى الرذيلة والفسق والمجون إن لم تكن الحيطة والحذر أساس في تعاملنا معها .
فما حدث أيها الإخوة لايمكن أن يتصوره عقل أو يتقبله منطق ، وقد استفدت بأن حُسن النية وسلامة المقصد ليس لهما أي مكان في عصر انحرفت فيه الأخلاق وساءت عبره النوايا وغابت من خلاله الرقابة الذاتية . أكبر أبنائي يدرس في الصف الخامس الابتدائي وفي أحيانٍ كثيرة يأتي إلى منزلي بعض الأصدقاء وكنت لا استطيع إحضار وجبة العشاء للأطفال قبل نومهم أثناء وجود الأصدقاء واعتمدت في ذلك على أحد محلات الوجبات السريعة والموجود على طريق جدة واسمه هو ( ......... ) حيث كانت تتوفر لدى المحل خدمة توصيل الطلبات للمنازل ، وكنت أتصل عليهم فيحضرون الطلب وقد أنست ذلك خاصة وأني سأرتاح من عناء الذهاب للمحل في كل مساء.
هنا بدأت مشكلة الأخ ( ح . ص ) وتحديداً من ( خدمة توصيل الطلبات للمنازل ) ، ويكاد البعض من القراء يربط بين أطراف القضية ولكن إنتظروا فالقضية أكبر من ذلك فهي تمس مجتمع محافظ يدين بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وبالإسلام ديناً ولا يرضى بتاتاً بمثل هذه التصرفات والانحرافات الأخلاقية وإن كان هناك من يرضى بذلك فسيردعه من ينكرون وينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف مثل صاحب هذه القصة والذي خرج عن صمته على أمل أن يستيقظ الغافلون عمّا هم فيه من غفلة .
يسترجع صاحب القصة الواقعية التي حدثت خلال الإسبوع المنصرم الأخ ( ح . ص ) أنفاسه ويعيد شريط ذكرياته قائلاً : ( نحن والحمدلله أسرة محافظة نصلي فروضنا ونقيم الواجبات الدينية على الوجه الذي نستطيعه أحسب نفسي وأسرتي كذلك ولا أزكي على الله أحداً ،اثنين من أبنائي وبناتي يدرسون في المرحلة الابتدائية وهناك طفل ترعى الخادمة شؤونه في غيابنا ، نهضت من نومي في بحر الأسبوع الماضي لأداء صلاة الفجر والاستعداد للذهاب إلى المدرسة وايقضت الأولاد كالعادة ثم ركبنا السيارة وأوصلتهم إلى مدارسهم وتوجهت إلى مدرستي وأثناء مروري بين الطلاب اقتربت كثيراً من طاولت أحدهم وكان بها مسماراً خارجاً من أطرافها فقطع ثوبي قطعاً كبيراً وتضايقت من ذلك ولكنه كان مقدمة لما ساكتشفه من حقائق تحدث في منزلي وأنا في غفلة عنها ، حيث استأذنت للذهاب إلى المنزل لتغيير ملابسي ، وعند الاقتراب من المنزل - وكان ذلك في حدود الساعة التاسعة صباحاً - لاحظت وجود سيارة توصيل الطلبات للمنازل التابعة لنفس المحل الذي أطلب منه فاستغربت وجودها في وقتٍ يكون المحل مغلقاً فيه ، نزلت من سيارتي وأنا أنظر إلى سيارة توصيل الطلبات المتوقفة قريباً من منزلي ، وفتحت باب منزلي لأتفاجأ بخروج العامل التركي في نفس اللحظة من الباب الداخلي للفيلا والخادمة تودعه بابتسامة سرعان ماتحولت إلى هلع بمجرد رؤيتها لي .
لقد ذهلت من الموقف وأنصدمت للحظة وبسرعة البرق لممت نفسي وتوجهت بدون إدراك وشعور نحو العامل التركي ذو البنية الجسدية القوية لأنهال عليه ضرباً ولكماً وركلاً استطعت من خلالها أن أطرحه أرضاً واتصلت على الشرطة وأخبرتهم بضرورة حضورهم الفوري وإلاّ سيتحملون المسؤولية الكاملة لما سيحدث ، وفعلاً خلال وقت قصير جداً لايتجاوز الخمس دقائق كانت دورية الشرطة تقف أمام منزلي وعلى الفور استلموا العامل التركي وتوجهوا به إلى الشرطة بينما ذهبت لتغيير ثوبي و أخذ الخادمة والطفل معي لتسليمها للشرطة وفتح محضر بالواقعة .
وفي قسم الشرطة حدث العجب ..........................
يكمل مكتشف الرذيلة التي حدثت في محافظة ينبع خلال الأيام القليلة الماضية والتي لازال ملفها مفتوحاً في شرطة ينبع أحداث القصة بقوله : ( عند وصولنا إلى الشرطة وكتابة محضر البلاغ بوجود الخادمة والعامل التركي وبسؤال الخادمة حدث العجب منها حيث أنكرت ما وقع جملة وتفصيلاً وأدعت بأنها لاتعرف العامل التركي ولم يدخل إلى المنزل ، فأخذ الضابط في تهدئة الوضع للتأكد من الأقوال وكادت أن تقفل القضية وهي ساخنة جداً لأني اعتقد بأن ( تصديق أقوال المرأة ) مازال ساري المفعول .
أخذت الخادمة وتوجهت بها فوراً إلى أحد مكاتب الاستقدام والتي يوجد بها عاملاً من بني جنسها فحدثها وأقرّت واعترفت بما حدث أمامي واعترفت بأمور أخرى كنت جاهلاً عنها لثقتي في هذه الخادمة والتي عملت في منزلي لمدة عامين لم أشاهد من خلالها مايسئ ، فأخذت هذا العامل ومعه الخادمة وتوجهنا إلى الشرطة مرة أخرى وتمّ كل ذلك في أقل من ساعة ونصف وهناك وأمام الضابط نفسه أقرت واعترفت بكل الوقائع والحقائق وهي :
1- بدأت ممارسة الرذيلة قبل أقل من شهر من الآن . 2- تناوب سبعة من العمال الأتراك في محل الوجبات السريعة وبعضهم يعملون في الورش . 3- سهرها معهم في أحد الليالي أثناء نوم العائلة . 4- شراء أحد العمال جوال للخادمة لتسهيل مواعدتها . 5- بداية الرذيلة كانت من خلال وعد أحد عمال التوصيل المنزلي للخادمة بالزواج منها والعيش في تركيا .
وجاري حالياً معرفة صاحب رقم الجوال الذي تمّ إهدائه للخادمة بواسطة شركة موبايلي .
لذلك أقول لكم يا مسلمين انتبهوا للخادمات وانتبهوا لعمال توصيل الطلبات للمنازل وإن كنتم تستطيعون الاستغناء عنهم فافعلوا واعتبروا من قصتي التي ما زلت أعيش مرارتها وأنتظر نهايتها ، و و الله أن ماحدث حقيقة وليس خيالاً أو قصة مؤلفة ، و هذه أنا مسؤول عنها وأبو تركي نقل هذه القصة إليكم بطلب مني لأني والله أريد الخير للجميع مثلما أريده لنفسي ، و وقانا الله وإياكم من الشرور أينما وجدت ، وما حدث لي والحمدلله لم يكن فيه أطراف من وطني وإنما جميعهم من العمالة الوافدة والتي اسأل الله أن يجنبنا شرورهم .
ولكم جزيل الشكر والعرفان وتقبلوا أجمل تحياتي والقادم أنشاء الله....
منقول
تمنياتي لكم بالتوفيق